❗️sadawilaya❗
د. نزيه منصور
تطاردكَ الأسئلة أينما حللتَ وتحركتَ ومكثتَ ومررتَ ووقفتَ وجلستَ، من القريب والبعيد والعالم والجاهل، حول ما يجري ويصول ويجول من النزاعات والحروب والنيران المشتعلة هنا وهناك، وعن القتل والدمار وسقوط كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، وعجز المنظمات الإقليمية والدولية عن إطفاء حريق يشمل الحجر والبشر من الأطفال والنساء والشيوخ، دون أن يرف جفن لطغاة العالم وعلى رأسهم الإدارة الأميركية صاحبة القرار في الإشعال والإطفاء، بصرف النظر عن الأسباب الموجبة من حيث المبادئ والقيم وحقوق الأفراد والجماعة، إذ تبقى مصلحة واشنطن فوق كل اعتبار، وبالتالي يبدأ الجواب الاول عن التساؤلات المطروحة من خلال العودة إلى الفاعل...!
قد يكون الفاعل فاعلين مادي ومعنوي، حيث يبرز للعيان الفاعل المادي الذي ارتكب الفعل وهو ما يحصل في الإقليم أن المجرم على الساحة الإقليمية والمعتدي هو الكيان الصهيوني. أما الفاعل المعنوي فهو الإدارة الأميركية ممثلة برئيسها ومؤسساتها صاحبة القرار بالدعم والتأييد والتحريض والتمويل المالي والعسكري والتقني والاستخباراتي وكل ما توصّل إليه العقل البشري من أدوات القتل والدمار...!
هذا فيما يتعلق بتحديد هوية المجرم. أما المجنى عليه أو الضحية فهو صاحب الحق المستضعَف الذي يرفض الاستسلام ورفع الراية البيضاء ويتمسك بحقوقه مهما بلغت التضحيات وهذا ما شهدناه في غزة ولبنان وسوريا.....!
وما نشهده الآن في الجمهورية الإسلامية التي أعلنت منذ عام ١٩٧٩ مع الايام الأولى للثورة الإسلامية رفضها للهيمنة الأميركية واغتصاب فلسطين، فشُنّت عليها حرب عسكرية واقتصادية وأمنية وسياسية من قبل نظام بغداد آنذاك، واليوم تُشن حرب وجودية من قبل تل أبيب بدعم أميركي معلن ومن دون قفازات بهدف إسقاط الدولة بحجة النظام، والعودة إلى غابر الزمن وتنصيب دمى على شاكلة بني بهلوي، لكن الشعب الإيراني بمختلف فئاته القومية والدينية والعرقية التفّ حول مؤسساته الشرعية والعسكرية والأمنية والحكومية، وأفشل كل المراهنات على صبية غرر بهم من العملاء والخونة من الداخل والخارج مقابل وعود إبليس بالجنة وحفنة من المال....!
وينهض مما تقدم، أن الإجابة عن التساؤلات يحسمها الميدان، وها هي تباشير النصر تلوح في الأفق، رغم مغامرة الأعداء وأتباعهم الذين بدأوا يشعرون أن الزمن ليس لمصلحتهم، حتى سيدة العالم واشنطن ورغم ما تمتلك من قدرات وإمكانيات وأتباع، لن تذهب بعيداً بالغرق في المستنقع الإيراني المجبول بالتضحية ومتوّج بالإيمان ومحصّن بإرادة صلبة لا تهزها الرياح ولا تهزمها العواصف. وها هي أنظمة الإقليم تصرخ وتستغيث لوقف الحرب لأنها ستكون الضحية وتدفع الفواتير، وأن مصالح أميركا فوق كل اعتبار فهي محطة أنظار "صواريخ الملالي" في إيران، وبالتالي تبقى المصالح هي صاحبة القرار...!